دخلت قلوبنا دون إستئذان، فأسرتنا بحضورها
الجميل وإطلاتها البريئة الساحرة. إنتظرناها كل يوم لتطل علينا عبر الشاشة
الفضية لنمضي معها ساعة من الزمن. حزنّا لحزنها، فرحنا لفرحها، وشاركناها
كل تفاصيل حياتها بحلوها ومرّها حتى غدت وكأنها واحدة من أهل البيت. فكيف
لا، فنور أو "سنغول أودان" تلك الفتاة القادمة من مدينة ديار بكر التركية
جسدت الواقع وحياة كثيرات من نساء الأرض عبر مسلسل درامي جميل حمل إسمها،
حيث أدت إلى جانب الممثل التركي الشاب مهند أو "كيفانتش تاتلوتغ" الدورين
الرئيسيين في المسلسل. مجلة لها التقت نور في هذا الحوار، اكرة العالم
العربي الذي حولها من شخصية فنية محلية إلى نجمة عالمية ساطعة.. هي نور
التي نعرفها اليوم.
اجريت هذه المحاورة مع نور في احدى المجلات وحبيت انقلها الكم
كيف بإمكانك أن تعرّفي الى نور أو "سنغول أودان ؟"
قبل كل شيء أنا إنسانة حساسة، أبكي، أضحك، أحب التمثيل، والشعر، والأدب
والسينما التي تجعل الحياة أكثر جمالاً. ولدت في مدينة ديار بكر في جنوب
شرق تركيا في 17 فبراير/شباط 1979 ، ومدينتي إستوطنها عرب من بني بكر بعد
الفتح الإسلامي في عهد معاوية، فسماها العرب ديار بكر. أمضيت أولى سنوات
عمري في العاصمة أنقرة، وتخرجت هناك من الأكاديمية المسرحية لجامعة
"هاجيتيبي". وبينما كنت أمضي الفترة التدريبية في مسرح الفنون، جاءتني
الفرصة الذهبية للانطلاق في مشواري الفني عن طريق الصدفة، حيث عُرض علي
أداء دور أساسي في مسرحية "طرابزون دفيلت تياتروسو "، وأداء دور آخر في
إحدى المسرحيات التي أقيمت في مسرح ديار بكر الوطني، والتي كانت إحدى أشهر
المسرحيات التركية لمدة ثلاث سنوات. في عام2005 ، انتقلت لأقوم بدور
البطولة إلى جانب "كيفانتش" أو مهند في مسلسل "نور"، دون أن أترك المسرح
الذي كانت لي فيه مشاركات حديثة كمسرحية "كادينسيكلار" التي عرضت عام 2007
، كما شاركت في العديد من المسرحيات التركية المهمة.
لمدينتك ديار بكر شهرة كبيرة من حيث الحضارة
والفولكلور والمطبخ الشهي، فهل تعتقدين أنك ورثت الفن من مدينتك، وهل أنت
طباخة جيدة؟ وأي الأطباق تحبين أكلها أو تحضيرها؟
من الممكن أن أكون قد شربت الفن من مياه ديار بكر. وفيما يتعلق بالمطبخ فأنا أحب الأطباق الشرقية، وأحب تحضير السبانخ.
في العام 2005 أطلق مسلسل "نور" في تركيا ولم يلقَ النجاح الذي لاقاه في العالم العربي فما تعليقك على ذلك؟
في الواقع، لاقى مسلسل "نور" نجاحاً كبيراً عندما عرض على الشاشة التركية
لمدة ثلاث سنوات. إلا أنني أوافقك الرأي بأن النجاح الكبير في العالم
العربي لم يكن متوقعاً.
لماذا تم اختيارك انت بالذات لتكوني نجمة مسلسل "نور"، مع العلم انه يوجد عشرات الأسماء اللامعة في تركيا؟
أحبَّ المخرج أن يأتي بوجه قريب إلى قلوب الجميع، وجه بريء ورومانسي. فعندما إلتقيت المخرج قال لي "سنغول" ستكونين أنت نجمة المسلسل.
الى من تهدي نجاحك الباهر في مسلسل "نور ؟"
أهدي النجاح إلى جميع من كانوا وراء إبراز هذا العمل الرائع، من مخرج،
ومنتج، إلى جميع الممثلين فرداً فرداً. كما أهدي النجاح إلى قصة الحب
الرومانسية التي قامت بين "نور" و "مهند."
هل كان مسلسل "نور " أول مسلسلاتك التلفزيونية؟
كلا، فأنا شاركت في مسلسل سابق إسمه "غيوم في السماء" وكنت إلى جانب أهم الممثلين الأتراك.
كم من الوقت إستغرق تصوير مسلسل "نور ؟"
كل حلقة تصوير كانت تستغرق نحو 5 أيام.
هل بإمكاننا أن نعرف كم تقاضيت عن دورك في مسلسل نور؟
أعتذر عن الإجابة عن هذا السؤال.
هل شخصيتك قريبة من دورك في مسلسل "نور ؟"
بكل تأكيد، فأنا أعطيت الحياة إلى شخصية "نور" وقد سكبت أحياناً جزءاً
كبيراً من شخصيتي في الدور. وكما تلاحظ فعندما أضحك أو أذرف الدمع وتكون
تلك المشاهد نابعة من الداخل
أي جزء من مسلسل "نور" كان قريباً إلى قلبك بحيث احسست انك لا تؤدين دوراً تمثيلياً بل كنت تعيشين الواقع؟
عندما خطفت وبقيت في الحجز لبضعة أيام. أحسست فعلاً بصعوبة الأسر، والعذاب النفسي الذي يعانيه المعتقلون.
في المسلسل طفلة صغيرة لعبت دور ابنتك إسمها "ملك"، هل ما زلت تلتقينها بين الحين والآخر؟
المضحك أن الطفلة التي تتحدث عنها هو طفل وإسمه "أغا"، وعمره اليوم أكثر من 3 سنوات، وقد إنقطع الإتصال معه منذ تاريخ تصوير المسلسل.
هل لديك أولاد؟ وفي حال أنجبت فهل أنت مستعدة لأن تطلقي على أولادك اسمي "نور" و "مهند"؟
ليس لدي أولاد، وأعتذر عن الإجابة عن القسم الثاني من السؤال.
ماذا أعطاك مسلسل "نور" وماذا أخذ منك؟
لقد كان مدرسة كبيرة لي وأعطاني شهرة كبيرة وخصوصاً في العالم العربي، وقد أخذ مني مجهوداً كبيراً لأقوم بدوري على أكمل وجه.
يقال إن مسلسل "نور" يفقد بريقه عندما تدور الأحداث خارج القصر، فما رأيك بذلك؟
بإعتقادي ان الشعور المرهف الذي يؤديه ألمع النجوم الأتراك في المسلسل أهمّ بكثير من القصور ومعالم أسطنبول التاريخية.
بماذا تشعرين عندما تعلمين أن قيمة قصر "محمد عبود
أفندي" الذي شهد تصوير مسلسل "نور" قد وصلت إلى 75 ميلون يورو، وانه أصبح
من معالم اسطنبول السياحية، ويقصده يومياً مئات
السياح العرب. فضلاً عن الكثير من القطع التي استخدمت أثناء تأدية المسلسل بيعت لعرب بآلاف الدولارات؟
إنها فعلاً أخبار مفرحة حقاً. وهذا يشعرني بالفخر والإعتزاز ويشهد على
نجاح المسلسل، لا بل شرح لي كم أحبني الجمهور العربي بإخلاص وقدّر فني
ودوري في المسلسل.
أخبرينا عن علاقتك بـ "مهند"، والسيدة "شريفة"، والسيد "فكري"، و "بانا" و "دانا"؟ وهل ما زلت على إتصال بهم؟ وكيف تقوّيمنهم؟
إنه حقاً سؤال يصعب الإجابة عنه. فجميعهم ممثلون بارعون أمضينا معاً نحو
سنة ونصف السنة في تصوير المسلسل. هم اليوم أصدقائي ونحن على إتصال دائم.
أنت الآن في صدد تصوير مسلسل جديد فهل تخبرينا عنه؟ وهل يشاركك "مهند" في مسلسلك الجديد هذا؟
كلا، فهذه المرة أشارك دور البطولة الممثل التركي "مورات هان" في مسلسل
"ماردن" الذي يحكي قصة جميلة تدور احداثها حول فتاة تُجبر على الزواج من
رجل يكبرها سناً وفقاً لتقاليد قريتها. وفي حال رفضت الزواج من ذلك الرجل
فإن القتل يكون مصيرها. قصة رائعة ستتمتعون بمشاهدتها حتماً.
هل صحيح أن علاقتك بزوجك السيد "كانبيرك أكوكو" تأثرت بعد مشاركتك في مسلسل "نور ؟"
أعتذر عن الإجابة عن هذا السؤال، فحياتي الخاصة خط أحمر، واتمنى أن أخبر القراء الأعزاء عن فني وليس عن حياتي الخاصة.
عندما زار فريق المسلسل دبي بدعوة من تلفزيون "أم بي
سي" لم تكوني معهم، والسبب انك منعت من السفر بسبب قضية الطلاق بينك وبين
زوجك. وقد علمنا أن أحدهم تدخل لدى القصر الجمهوري في تركيا لتنضمي إلى
الفريق ولكن التدخل كان دون جدوى؟ فماذا تخبرينا عن هذه القصة؟
أعتذر من جديد عن عدم الإجابة عن هذا السؤال.
أنت مصممة أزياء في مسلسل "نور" فهل تهتمين فعلاً بالأزياء، ومن يهتم بأزيائك في المسلسل، ومن هو مصممك المفضل؟ ولونك المفضل؟
شقيقتي هي مصممة أزياء، وهي التي إهتمت بملابسي في مسلسل "نور". وأنا من
المعجبين بتصاميم المصممة التركية "غمزة كوس". أما لوني المفضل فهو الأخضر.
شارك زميلك "مهند" الفنانة رولا سعد تصوير فيديو
كليب لترويج إحدى أغنياتها، فلو طلب منك مطرب عربي تصوير فيديو كليب إلى
جانبه فهل تقومين بذلك؟
لمَ لا. لدي الكثير من العروض اليوم، وأنا بالطبع سأختار ما يناسبني ويتماشى مع شخصيتي.
هل شاهدت النسخة العربية المدبلجة من مسلسل "نور ؟"
لقد شاهدت جزءاً صغيراً منها.
في العالم العربي يعرفونك بصوت الممثلة السورية لورا
ابو أسعد التي نقلت صوتك من التركية إلى العربية، فهل قابلتها؟ وأي رسالة
ترغبين في توجيهها للورا؟
لم تتح لي الفرصة بعد بلقاء لورا. أحب أن اهنئها على الدبلجة الرائعة
والإحساس الكبير الذي تتحلى به، إنها فعلاً فنانة موهوبة ومميزة.
لقد تم دبلجة مسلسل "نور" إلى العديد من اللغات، فبأي لغة تعتقدين أنه حقق شهرة كبيرة؟
في كل اللغات. فأينما حل المسلسل كان يلقى جمهورا طيباً ومحبة كبيرة مثل التي حظي بها في العالم العربي.
النجاح الكبير الذي حققه مسلسل "نور" في العالم
العربي، فهل أنت على إستعداد لدراسة اللغة العربية؟ وهل ترغبين في زيارة
أي من البلدان العربية؟
اللغة العربية لغة غنية ودافئة، والبلدان العربية جميلة بمعظمها وفيها
الكثير من المآثر التاريخية التي تستحق الزيارة. وأتمنى زيارتها وتعلم
لغتها عندما تتاح لي الفرصة.
أي من الفنانات أو الممثلات العربيات تنال أعجابك، وأي من الشخصيات العربية تتمنين لقاءها؟
هناك الكثير من الفنانات والممثلات العربيات اللواتي برعن في حقل الفن،
ويصعب علي الحديث بإسهاب عن الجميع، ولكنني أهنئهنّ من كل قلبي على
أعمالهن الناجحة. كما أتمنى لقاء الكثير من الشخصيات العربية البارزة
عندما تحملني الرحلة إلى ديارها.
بعد الصدى الطيب الذي لاقاه مسلسل "نور" في العالم العربي، هل تغيرت نظرتك الى هذا العالم؟
نظرتي الى العالم العربي لا تزال كما هي، قبل عرض المسلسل وبعده. فالشعب
العربي شعب لطيف، كريم النفس، مضياف، ولا يختلف كثيراً عن الشعب التركي.
فكلانا يحيا حياة متشابهة بعاداتها وتقاليدها وبأدق تفاصيلها.
ما هو رأيك في المرأة العربية؟
جميلة، أنيقة، عاطفية، ومثقفة، ولديها عينان رائعتان بإمكانها أن تشرح عما يدور في داخلها بنظرة من عينيها الجميلتين.
بعيداً عن التمثيل، كيف تمضين نهارك؟ وما هي هواياتك؟
أحب قراءة الشعر، وأحب التعرف على كل زاوية من زوايا اسطنبول. انها حقاً
مدينة اسطورية وبنظري هي أجمل مدينة في العالم. وانا ادعو الجميع للقدوم
إلى هنا ليتأكدوا من صحة ما أقوله.
أين تجدين السعادة؟
عندما أكون محاطة بأفراد أسرتي. إنها فعلاً لحظات أشعر فيها بالدفء والحنان.
هل لديك عائلة كبيرة؟ وهل هم في مجال الفن والتمثيل؟بالطبع، لدي عائلة كبيرة. ففي عائلتي الكاتب المسرحي ومصممة الأزياء، ومتعهد البناء...
ما هو حلمك الكبير؟
أن أرى السلام يعم كل أرجاء الكرة الأرضية. أرى ناساً يتعذبون ويواجهون
الفقر والمجاعة والحروب والقتل والحرمان كل يوم. فهل أجمل من أن نعيش
جميعاً في عالم لا يعرف إلا الفرح والحبور؟
متى سنراك في عالمنا العربي؟
عندما تسمح لي الفرصة. فكما تعلم انني الآن منهكمة في تصوير المسلسل الجديد، وفرص السفر إلى الخارج محدودة.
ما هي الرسالة التي توجهينها عبر هذه الصفحات؟
أشكرك لأنك تكبدت عناء السفر وجئت من لندن للقائي في إسطنبول. كما أشكر
قراء مجلة "لها" وجميع العرب أينما كانوا على حبهم الكبير لمسلسل "نور"
ولدوري في المسلسل. وإن شاء الله سيحظى المسلسل الجديد بالنجاح المرجو
الذي حققه "نور".
تحياتي
لاتنسون الردود
